سوق نيوز.5 ديسمبر 2025
تواصل الشركات الصينية تعزيز حضورها الخارجي في ظل بحثها عن أسواق أكثر ربحية وتنوعًا، وتتصدر البرازيل هذه الموجة بوصفها واحدة من أكثر الدول جذبًا للاستثمارات الصينية خلال العامين الماضيين، وفق تقارير اقتصادية دولية حديثة.
طفرة في الاستثمارات الصينية داخل البرازيل
أظهرت البيانات الحديثة أن تدفقات الاستثمار الصيني إلى البرازيل قد تضاعفت خلال عام 2024 لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ ما قبل جائحة كوفيد-19، ما جعل البرازيل ثالث أكبر وجهة عالمية لرأس المال الصيني خارج آسيا.
ويعزو محللون هذا الارتفاع إلى قوة السوق البرازيلية وتنوعها، إذ تجمع بين قاعدة سكانية ضخمة، وطلب متزايد على التكنولوجيا، وتوسع سريع في قطاعات الطاقة الجديدة، والخدمات اللوجستية، والتصنيع.
من مصانع الأجهزة إلى الطاقة المتجددة
تحولت البرازيل في السنوات الأخيرة إلى ساحة رئيسية لخطط التوسع الصيني، حيث أقامت عدة شركات مصانع ضخمة في قطاعات مثل الأجهزة المنزلية والصناعات الإلكترونية.
وفي قطاع الطاقة، تتجه الاستثمارات الصينية بكثافة نحو الطاقة المتجددة والبنية التحتية الكهربائية، في ظل حاجة البرازيل المتنامية لتحديث شبكاتها وتطوير قدراتها في النقل الكهربائي والمركبات الكهربائية.
كما صعدت الاستثمارات في قطاع الخدمات الرقمية، مع دخول شركات صينية كبرى في مجالات التوصيل السريع والمدفوعات والتجارة الإلكترونية، بهدف إعادة تقديم نموذج الخدمات الذكية الذي نجح في الصين إلى السوق البرازيلية.
علاقة اقتصادية تتجاوز التجارة
تشير التقديرات إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الصين والبرازيل باتت تتجاوز التبادل التجاري التقليدي، لتصل إلى مستوى شراكة صناعية واستراتيجية تشمل التصنيع، الطاقة، الخدمات، والتكنولوجيا.
وتدل دراسات اقتصادية على أن الواردات والاستثمارات الصينية تساهم في دعم ملايين الوظائف داخل البرازيل، ما يعكس عمق الارتباط الاقتصادي بين البلدين.
رؤية مستقبلية
يرى خبراء الاقتصاد أن التوسع الصيني في البرازيل لن يكون مؤقتًا، بل يدخل ضمن استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى تحويل البرازيل إلى قاعدة إنتاج عالمية للصناعات الموجهة نحو أمريكا اللاتينية والأسواق الغربية.
كما يشكل هذا التوسع خطوة لتعزيز حضور الشركات الصينية في الاقتصادات الناشئة، وتقليل اعتمادها على الأسواق التقليدية التي تشهد منافسة وتنظيمات أكثر صرامة









































