سوق نيوز .الرياض
أكدت الأرقام والإحصائيات الصادرة مؤخراً الدور المحوري الذي يلعبه مشروع مترو الرياض (قطار الرياض) في تحويل مشهد النقل العام في العاصمة السعودية، مسجلاً أرقاماً قياسية ضخمة في عامه الأول من التشغيل، ومبرهناً على أثره الاقتصادي والاجتماعي العميق.
قفزة نوعية في أداء النقل العام
أظهرت البيانات أن إجمالي عدد الركاب الذين استخدموا منظومة النقل العام في الرياض، والتي تشمل القطار والحافلات، قد تجاوز 260 مليون راكب خلال عام واحد. ويُعد هذا الرقم دليلاً واضحاً على نجاح المشروع في استقطاب شريحة واسعة من السكان وتحقيق الهدف المنشود من تخفيف الازدحام المروري.
وقد استحوذ قطار الرياض على الحصة الأكبر من هذا النجاح، حيث تجاوز عدد ركابه 150 مليون راكب خلال عام واحد من تدشينه، بمعدل يزيد عن 12 مليون راكب شهرياً. كما سجلت حافلات الرياض التابعة للمنظومة نفسها استخداماً كثيفاً بلغ 110 ملايين مستخدم.
الأثر الاقتصادي: استثمار بمليارات الدولارات يؤتي ثماره
يُعد مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام في مدينة الرياض، الذي بلغت تكلفته الإجمالية نحو 22.5 مليار دولار (حوالي 84.4 مليار ريال سعودي)، أحد أضخم مشاريع البنية التحتية في المنطقة. وقد بدأ تشغيله الفعلي في ديسمبر 2024 بعد افتتاحه رسمياً في 27 نوفمبر 2024.
إن الأثر الاقتصادي للمترو يتجاوز مجرد نقل الركاب، ليصبح محركاً للنمو الحضري والاقتصادي في إطار “رؤية 2030” للمملكة. فالمترو يساهم في خفض تكاليف التنقل التشغيلية على الأفراد والشركات، وتقليل استهلاك الوقود، مما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الكلي للمدينة. كما أسهم المشروع في دعم التنمية العقارية من خلال رفع القيمة الاقتصادية للمناطق المحيطة بمحطاته الـ 85، وتحفيز الاستثمار في التطوير العقاري والتجاري. وعلى صعيد التوظيف، فقد وفر المشروع آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة خلال مراحل الإنشاء والتشغيل والصيانة. بالإضافة إلى ذلك، يساهم المترو في تحسين جودة الحياة عبر تقليل الازدحام المروري والتلوث البيئي، مما يعزز من جاذبية الرياض كمركز عالمي للأعمال والسكن.
كما أشارت الإحصائيات إلى أن قطار الرياض قد قطع مسافة تشغيلية تجاوزت 26 مليون كيلومتر منذ تدشينه، مما يعكس كثافة العمليات التشغيلية وكفاءة النظام في خدمة المدينة.
يُظهر هذا النجاح السريع أن مترو الرياض ليس مجرد وسيلة نقل، بل هو استثمار استراتيجي في مستقبل العاصمة، يرسخ مكانتها كمركز اقتصادي وحضري رائد في المنطقة.








































