سوق نيوز . الجزائر
تُعد قصة نجاح شوكولاتة البندق القابلة للدهن “المرجان”، التي تنتجها شركة “سيبون” الجزائرية، نموذجاً بارزاً للديناميكية المتنامية في قطاع الصناعات الغذائية الجزائري، وقدرته على تحقيق نجاحات محلية وعالمية. فقد تحولت “المرجان” من منتج محلي إلى ظاهرة استهلاكية واسعة الانتشار في عام 2024، مدفوعة بحملات ترويجية عفوية على وسائل التواصل الاجتماعي، لدرجة وصفها البعض بأنها منافسة لـ “نوتيلا” العالمية.
نمو قياسي وتأثير اقتصادي
أدى الطلب الهائل على المنتج إلى تحقيق شركة “سيبون” لنمو قياسي، يعكس حيوية السوق المحلي وقدرة الشركات الجزائرية على التوسع السريع. وشمل هذا النمو:
أدى الطلب الهائل على المنتج إلى تحقيق شركة “سيبون” لنمو قياسي، يعكس حيوية السوق المحلي وقدرة الشركات الجزائرية على التوسع السريع. وشمل هذا النمو زيادة كبيرة في الإنتاج، حيث قفز الإنتاج اليومي من 8 أطنان إلى 80 طناً، مما يدل على استجابة سريعة لمتطلبات السوق. كما انعكس هذا التوسع على توفير فرص العمل، إذ تضاعف عدد موظفي الشركة من 300 إلى 700 موظف، مساهمةً بذلك في امتصاص البطالة ودعم النسيج الاجتماعي والاقتصادي في مناطق مثل تيبازة ووهران. بالإضافة إلى ذلك، شهدت الشركة توسعاً لوجستياً كبيراً، حيث تم توسيع المنشآت لتشمل موقعين في تيبازة وموقعاً إضافياً في وهران بمساحة إجمالية تبلغ 40 ألف متر مربع.
تحديات التصدير والبحث عن أسواق بديلة
على الرغم من النجاح المحلي، واجهت “المرجان” تحديات كبيرة في مسارها نحو العالمية، أبرزها قرار فرنسا والاتحاد الأوروبي في سبتمبر 2024 بحظر استيرادها، بحجة عدم مطابقة الجزائر لمعايير تصدير منتجات الألبان. وقد رأت الشركة في هذا القرار دوافع سياسية، خاصة في سياق التوترات الدبلوماسية القائمة بين الجزائر وفرنسا.
هذا الحظر سلط الضوء على أهمية تذليل العقبات البيروقراطية والفنية أمام الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات، وضرورة العمل على مطابقة المنتجات للمعايير الدولية لضمان استدامة التوسع الخارجي.
في المقابل، نجحت “سيبون” في استغلال أسواق بديلة، حيث كانت تصدر نحو 10% من إنتاجها شهرياً إلى دول الخليج قبل الحظر، مما يؤكد إمكانية الاعتماد على هذه الأسواق كمنفذ استراتيجي للمنتجات الجزائرية عالية الجودة.
الخلاصة
تُجسد تجربة “المرجان” طموح الاقتصاد الجزائري في تنويع مصادر دخله وتعزيز صادراته غير النفطية. ورغم التحديات المتعلقة بالتصدير وارتفاع أسعار المواد الأولية المستوردة (كالبندق)، يظل المنتج رمزاً للقدرة التنافسية المحلية، ويؤكد على أن دعم الصناعات الوطنية وتسهيل وصولها إلى الأسواق العالمية هو مفتاح تحقيق ديناميكية اقتصادية مستدامة في الجزائر.









































